خبز الحياة
تسجيل

(وَهَاأَنْتَ لَهُمْ كَشِعْرِ أَشْوَاقٍ لِجَمِيلِ الصَّوْتِ يُحْسِنُ الْعَزْفَ, فَيَسْمَعُونَ كَلاَمَكَ وَلاَيَعْمَلُونَ بِهِ.) حزقيال33: 32.

هذا الكلام قاله الرب لحزقيال النبي, ومعناه اني جعلتك لشعب اسرائيل كقصيدة حب يتغنى بها رجل ذو صوت عذب, فيصغون إلى كلامك لجماله ولكن لا يعملون به.

يالها من صورة أليمة لخادم كلمة الله, الذي يتعب في التحضير والصلاة, ويذرف الدموع أمام الرب لتكون الكلمة عونا وارشادا للسامعين, فيفاجأ بأن كلامه قد ذهب ادراج الرياح, إذ ليس من يعمل به, والذين سمعوه بفرح وطربوا له, قد نسوه خارج الاجتماع. نسوه في غمرة هموم العالم أو في افراحه وأتراحه. فلا توبه ولا تغيير, ولا قرار بالتراجع عن الخطية.

يحزن الخادم ويتساءل لائماً نفسه: ألعلي لم أكن مستعداً بشكل كافٍ, ألعل السبب, صلاتي الضعيفة, ألعل السبب, عدم تكريسي. ولشدة الألم ينوح أمام الرب حزيناً.

يالها من أيام بؤس, فيها صارت مسامع الناس مستحكّة, وأقدامهم سريعة الجريان لأماكن يسمعون فيها كلاماً لا يجرح أحاسيسهم, ولا يشير للخطية الرابضة في حياتهم.

يذهبون للاستماع لما يرضي اذواقهم, من كلمات منمقة, وقصصاً طريفة, وبضعة نكات تجعلهم يصفقون أو يقفزون في مقاعدهم طرباً. ثم يخرجون وهم يتحدثون عن جمال المكان وراحة المكان وطرافة الواعظ, وعدد الكاميرات التي تنقل الصور إلى الفضائيات ليسمع ويرى مئات الألوف ما قدمه حضرة الواعظ اللطيف.

أين مواعظ هذه الأيام من مواعظ المعمدان: («يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟) والرب يسوع: («تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».) وبطرس الرسول: (فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ.).

إلى كل المرائين في عبادتهم, وإلى كل الوعاظ الباحثين عن امجاد أرضية, احذروا سيأتي الآتي ولا يبطئ. وسيجازي كل واحد بحسب عمله. (لأَنَّهُ الْوَقْتُ لاِبْتِدَاءِ الْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ اللهِ. فَإِنْ كَانَ أَوَّلاً مِنَّا، فَمَا هِيَ نِهَايَةُ الَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ اللهِ؟)

بقلم خادم الرب نبيل يعقوب

.