الهبوط العاطفي الحاد عند الأم بعد الولادة
ان التغيرات الجسدية والنفسية التي ترافق الأم أثناء ولادة طفل جديد, تؤدي إلى اصابة عدد كبير من النساء بهبوط عاطفي مؤقت يؤثر على سلوكهم ومزاجهم. والبعض منهن يكون الهبوط لديهن أكثر حدة, إذ يصل إلى حد الكآبة. بينما قلة قليلة من الأمهات يُصبن بالاضطراب العقلي (الهلوسة-تشويش الفكر).
.
ماهي العوامل التي تؤثر على عواطف الأم بعد الولادة:
1-تبدل في مستوى بعض الهرمونات ( استروجين- بروجستيرون- برولاكتين...).
2-الاعياء الجسدي.
3-الام ما بعد الولادة وخاصة عندما تكون الولادة قيصرية.
4-عدم القدرة على النوم بدءاً من ساعة المخاض الذي يستمر طوال الليل وصولاً الى تلبية احتياجات الطفل التي هي على مدار الساعة.
5-مشكلات صحية عند المولود.
6-عدم وجود معين للأم (غياب الزوج- غياب الاصدقاء).
7-مشاكل عائلية, ولاسيما بين الزوج وزوجته.
ان المشاكل العاطفية عند الأم تتطور عادة خلال الأسبوع الأول. ويتجلّى هذا بأن تتهيج الأم بسرعة, ولأتفه الأسباب, أو تذرف الدموع في أحيان كثيرة بلا سبب. أو تصاب بالقلق, والأرق (عدم القدرة على النوم), أو تفقد شهيتها للطعام, أو تجد صعوبة في التركيز...الخ..
ولكن الأمر الجيد, هو أن كل هذا الهبوط العاطفي الحاد, يزول تلقائياً خلال بضعة أسابيع. وإن كان الدعم الذي يوفره الزوج, أو العائلة, أو الأصدقاء كبيراً, فربما خلال اسبوعين تعود الأم لطبيعتها.
أما في حال استمرت الأمور بحدتها أكثر من ثلاثة أسابيع, فينبغي عدم ترك الأم في وضعها, بل يجب استشارة طبيب.
ما هو العلاج للهبوط العاطفي الحاد عند الأم:
يستطيع الزوج في حال وجوده أن يقدم لزوجته المحبة والدعم اللازمان لها, وأن يقف معها في ازمتها هذه كمعين, لتتجاوز محنتها. وبما ان العلاقة الصحيحة مع الله هي الأساس لعلاج كل الأزمات النفسية, فتكون شركة الزوجين مع الله, من خلال الصلاة, وقراءة الكلمة, هي الحل الأنجح.
(إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَالرَّبُّ يَضُمُّنِي.) مزمور27: 10
بقلم نبيل سمعان يعقوب