خبز الحياة
تسجيل

" إِنَّ اللهَ قَدْ تَرَكَهُ. الْحَقُوهُ وَأَمْسِكُوهُ لأَنَّهُ لاَمُنْقِذَ لَهُ." مز 71

قالوا ان الله تركه, "لأَنَّ الَّذِي ضَرَبْتَهُ أَنْتَ هُمْ طَرَدُوهُ وَبِوَجَعِ الَّذِينَ جَرَحْتَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ."

 فظنوا انهم سيجعلون منه عبرة لمن يعتبر, و سيكون"كَآيَةٍ لِكَثِيرِينَ" و "مَنْظَرًا لِلْعَالَمِ".

توهموا أن الأرض والهاوية هي قبره و أن "أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى" هي مثواه الأخير! فجلسوا"لِلاكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ."

 مهلا!.. اذ كان لا بد لهذه العليقة الممجدة ان  "تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ" فهل لها أبدا أن "تَحْتَرِقُ" وان تصير رمادا يذرى مع الريح فترى فسادا؟

 اذاَ؟ اذاَ الان "اِقْتَرِبُوا أَيُّهَا الأُمَمُ لِتَسْمَعُوا وَأَيُّهَا الشُّعُوبُ اصْغُوا", نعم.. " اِسْمَعُوا هَذَا يَاجَمِيعَ الشُّعُوبِ. أَصْغُوا يَاجَمِيعَ سُكَّانِ الدُّنْيَا".. لأن الذي في القبر ليس انسانا عاديا, بل اسمه " مَلِكُ الْمَجْدِ"!

ولتعلموا يقينا أن " اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً" لأن عليه وحده "رَجَاءُ الأُمَمِ"  لأنه هو "رَجَاءُ الْمَجْدِ"

لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ لأن المسيح حياتنا قد قام,, بالحقيقة قام...

بقلم فادي يعقوب

.

(ثُمَّ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّ أُمُورِي قَدْ آلَتْ أَكْثَرَ إِلَى تَقَدُّمِ الإِنْجِيلِ،)فيلبي: 1: 12.

عندما كتب الرسول بولس هذه الكلمة (اموري), بلا شك كان يستعيد ما قد حدث معه قبل ان يكون في احد سجون روما التي منها كتب هذه الرسالة.

فما اكثر الحوادث التي جرت له والتي كانت خارجة عن نطاق ارادته, ولكنها بسماح من الله. انه يذكر كم تعب لجمع التقدمة من كنائس الامم لمساعدة فقراء اليهود وهو يظن ان هذا الامر سيكون امرا معزيا لهم وله, ولكن النتيجة كانت عكس المتوقع, فقد هاج عله اليهود في اورشليم وكادوا يفتكون به لو لم يتدخل الجنود الرومان وينقذوه.

انه يذكر تآمر اليهود على حياته وكيف بسببهم دخل السجن واصبح العوبة بين المشتكين من اليهود من جهة وبين واليين رومانيين من جهة اخرى.

انه يذكر كيف انكسرت به السفينة وكيف وصل الى البر وكيف استأجر لنفسه بيتا في روما وكان لايزال مقيدا وحارسه مقيد معه.

والان بعد مرور نحو اربع سنوات عليه, وهو مقيد, يكتب في رسالته هذه, ان اموره قد آلت اكثر الى تقدم الانجيل؟! فيكتب بذلك اكثر رسائله تعزية وفرحاً. حتى ان كلمة فرح تتكرر في رسالته نحو احدى عشر مرة.

ان هذا الرسول الكبير يفهم ان كل امور حياته تجري ضمن القصد الالهي, فيراها من خلال هذا المنظار, لذلك يعمل كل شيء لتحقيق هذا القصد.

فالمرض والسجن والضرب والاهانات والفقر والجوع والشبع, كلها مجرد حوادث الغاية منها انتشار رسالة الانجيل. واذ ينظر بولس الرسول لكل ماضيه الصعب, ثم يقرأ النتيجة في نهاية السيرة, فيجد ان كل اموره قد آلت لانتشار الانجيل, تصيبه نشوة من الفرح.

انه رجل لايعيش لتحيق مقاصده ولكن يعيش لتتميم مقاصد الله. وان تحققت مقاصد الله في حياته يقول: (بهذا انا افرح). وهكذا يستطيع ان يكتب من السجن اكثر الرسائل فرحا أي رسالة فيلبي.

انه لايفرح بسلسلة آلامه, ولكن يفرح لأنّه بهذه السلسلة تمت مقاصد الله.

والان ماذا بالنسبة الينا, هل نرى الأمور من خلال منظار الله, ام من خلال منظار سعادتنا. هل نرى سلسلة ألامنا تخدم تحقيق هدف الله في حياتنا, فنفرح. ام نراها تعاكس سعادتنا الزمنية فنتذمر.

متى سنصل الى لحظات الايمان التي معها نستطيع القول: (وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا.) رو8: 37.

بقلم خادم الرب, نبيل سمعان يعقوب

.

ماذا تفعل اذا كانت الكنيسة فاترة؟

اننا نعيش في ايام أخيرة, ايام ازداد فيها الظلام, وهو سيشتد أكثر قبل مجيء نور العالم, شمس البر, الرب يسوع المسيح.

انها ايام يكثر فيها المعلمون الكذبة, والرعاة الذين اقاموا انفسهم والرب لم يكلمهم. رعاة رعوا رعية الله عن اضطرار, ولربح قبيح. انهم ذئاب لا تشفق على الرعية, غايتها ان تحول كنيسة المسيح الحيّة الى جثة هامدة, او قبر تُدفن فيه كل شعلة متقدة.

قال بعضهم ماذا نفعل في هذه الكنائس؟ فأجاب البعض الآخر, صلوا للراعي النائم او التائه او غير المولود ثانية. لعله يستفيق!! وصلوا للضال لعله يعود للحظيرة!!

من واجب الراعي ان يرفع الرعية, وحين يفشل عليه ان يترك مكانه لآخر وينضم للرعيّه التي تحتاج لمن يرفعها. وان لم يفعل, فاذهب ايها الأخ المؤمن لمن يرفعك, لأن هذا الفاشل لن يتغيّر. الم تسمع قول الكتاب في امثال هؤلاء: هل يغير الكوشي جلده, او النمر رقطه.

أيها الأخ المؤمن الوقت مقصر منذ الآن ومن يعلم كم تبقى لنا من وقت قبل ان نغادر إلى موطنا السماوي! لا تضيع وقتك في كنيسة ميته, ولا تدفن نفسك في قبر مظلم لا يعطي حياة. الكنيسة التي لا تغيّرك غيرّها. وبدل ان تضيّع وقتك في الصلاة من اجل الرعاة الأموات روحيا, انفق وقتك في بناء نفسك وتشديد الآخرين. ابحث عن مكان تنمو فيه ولا تبقى في مكان تضمحل فيه.

بقلم خادم الرب نبيل سمعان يعقوب

.

(وَهَاأَنْتَ لَهُمْ كَشِعْرِ أَشْوَاقٍ لِجَمِيلِ الصَّوْتِ يُحْسِنُ الْعَزْفَ, فَيَسْمَعُونَ كَلاَمَكَ وَلاَيَعْمَلُونَ بِهِ.) حزقيال33: 32.

هذا الكلام قاله الرب لحزقيال النبي, ومعناه اني جعلتك لشعب اسرائيل كقصيدة حب يتغنى بها رجل ذو صوت عذب, فيصغون إلى كلامك لجماله ولكن لا يعملون به.

يالها من صورة أليمة لخادم كلمة الله, الذي يتعب في التحضير والصلاة, ويذرف الدموع أمام الرب لتكون الكلمة عونا وارشادا للسامعين, فيفاجأ بأن كلامه قد ذهب ادراج الرياح, إذ ليس من يعمل به, والذين سمعوه بفرح وطربوا له, قد نسوه خارج الاجتماع. نسوه في غمرة هموم العالم أو في افراحه وأتراحه. فلا توبه ولا تغيير, ولا قرار بالتراجع عن الخطية.

يحزن الخادم ويتساءل لائماً نفسه: ألعلي لم أكن مستعداً بشكل كافٍ, ألعل السبب, صلاتي الضعيفة, ألعل السبب, عدم تكريسي. ولشدة الألم ينوح أمام الرب حزيناً.

يالها من أيام بؤس, فيها صارت مسامع الناس مستحكّة, وأقدامهم سريعة الجريان لأماكن يسمعون فيها كلاماً لا يجرح أحاسيسهم, ولا يشير للخطية الرابضة في حياتهم.

يذهبون للاستماع لما يرضي اذواقهم, من كلمات منمقة, وقصصاً طريفة, وبضعة نكات تجعلهم يصفقون أو يقفزون في مقاعدهم طرباً. ثم يخرجون وهم يتحدثون عن جمال المكان وراحة المكان وطرافة الواعظ, وعدد الكاميرات التي تنقل الصور إلى الفضائيات ليسمع ويرى مئات الألوف ما قدمه حضرة الواعظ اللطيف.

أين مواعظ هذه الأيام من مواعظ المعمدان: («يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟) والرب يسوع: («تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».) وبطرس الرسول: (فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ.).

إلى كل المرائين في عبادتهم, وإلى كل الوعاظ الباحثين عن امجاد أرضية, احذروا سيأتي الآتي ولا يبطئ. وسيجازي كل واحد بحسب عمله. (لأَنَّهُ الْوَقْتُ لاِبْتِدَاءِ الْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ اللهِ. فَإِنْ كَانَ أَوَّلاً مِنَّا، فَمَا هِيَ نِهَايَةُ الَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ اللهِ؟)

بقلم خادم الرب نبيل يعقوب

.

إلى مدرّسي مدارس الأحد

حُكم على (لستر إزل) بالإعدام في ولاية فلوريدا. ولما علم بأمره معلمه القديم في مدرسة الأحد (كورتيس آوكس), سافر قاطعاً نحو ألف كلم لرؤيته. وما إن قابله في السجن حتى بادره (لستر) قائلاً: انك لا تستسلم كما يبدوا.

ومع ان (لستر) أبى أن يتجاوب مع البشارة فقد قدم اليه (كورتيس) نسخة من العهد الجديد وحثّه على قراءتها.

في ما بعد كتب (لستر) إلى (كورتيس) بضع رسائل, حملت أولاها خبر توبته, أمّا رسالته الأخيرة في أوائل 1957 فقد جاء فيها: عندما تستلم هذه الرسالة تكون حياتي قد أُخذت, ودفعت ثمن الشر الذي ارتكبته. ولكن أريد منك ان تعرف هذا الأمر, ان تلك النسخة الصغيرة من العهد الجديد التي اعطيتني ايّاها, وبنعمة الرب هَديتُ إلى معرفة المسيح المُخلّص سبعة واربعين شخصاً. إني أشكرك حقاً لأنك لم تستسلم من جهتي.

.

اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضاً نَفْسَهُ حَيّاً بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْماً وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الْأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ.) اعمال1: 3.

بعد قيامة المسيح من بين الأموات كان من المتوقع ان يصعد مباشرة إلى السماء. لكن الكتاب المقدس يخبرنا انه بقي فترة اربعين يوماً أخرى قبل صعوده وذلك لسببين:

   1-لإقناع تلاميذه بحقيقة القيامة, (أَرَاهُمْ أَيْضاً نَفْسَهُ حَيّاً بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ).

  2-ليكلمهم (عَنِ الْأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ).

ومن الملاحظ ان المسيح خلال فترة الأربعين يوما بعد القيامة لم يُظهر نفسه إلا لتلاميذه فقط. ولو تساءلنا: ماذا عن بيلاطس, وهيرودس, وحنان وقيافا, بل وعامة اليهود. لماذا لم يُظهر المسيح نفسه لهم. الجواب نقرأه في قول المسيح لتداوس («يَا سَيِّدُ مَاذَا حَدَثَ حَتَّى إِنَّكَ مُزْمِعٌ أَنْ تُظْهِرَ ذَاتَكَ لَنَا وَلَيْسَ لِلْعَالَمِ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كلاَمِي وَيُحِبُّهُ أَبِي وَإِلَيْهِ نَأْتِي وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً(.يوحنا14: 22-24.

فمن يريد ان يُظهر المسيح ذاته له, عليه ان يبدي الاشتياق والمحبة لشخصه. لأن المسيح لا يحب الاستعراض ومجد الناس لا يقبله. لذلك لا نستغرب قول الناس لنا: لماذا لا يُظهر لنا الرب نفسه, لماذا لا يكلمنا. ولهؤلاء أقول: ان الرب سيريكم نفسه لكن ليس في هذا العالم بل في الأبدية, يوم الدينونة. لتسمعوا صوته وهو يقول لكم: (ارْبُطُوا رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ وَخُذُوهُ وَاطْرَحُوهُ فِي الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ.) متى22: 13.

هل تريد ان تراه اليوم, ام تراه يوم الدينونة؟

بقلم خادم الرب نبيل يعقوب

.

"فَقَالَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ " (يوحنا 3: 3).

من العلامات التي تميز المولود من الله:

1-صُنع البر: " إِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ بَارٌّ هُوَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ " (1يوحنا2: 29)

2-رفض العالم له: "أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ " ( 1يوحنا3: 1).

3-لا يعيش في الخطية بل يكرهها : "كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ " (1يوحنا3: 9).

4-المحبة: "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ " ( 1يوحنا4: 7).

5-غلبة العالم: "لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهَذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا " (1يوحنا5: 4).

يا ليتك تفحص نفسك في ضوء هذه العلامات لتعرف إن كنت مولوداً من الله أم أنّك مجرد متدين. والذي قَبِل رئيس العشارين (لوقا19) مازال يفتح ذراعيه لقبولك أنت أيضاً.

.